الرؤية
منتدى الدوحة منصة عالمية للحوار، تجمع قادة الرأي وصنّاع السياسيات حول العالم لطرح حلول مبتكرة وقابلة للتطبيق.
الرسالة
تم إنشاء منتدى الدوحة في العام 2000، وهو منصة للحوار العالمي حول التحديات التي تواجه عالمنا. يشجع منتدى الدوحة على تبادل الأفكار وصياغة السياسات والتوصيات القابلة للتطبيق.
يجمع منتدى الدوحة صانعي السياسات، ورؤساء الحكومات والدول، وممثلي القطاع الخاص، والمجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، إيمانا بأن التنوع في الفكر يعزز كيفية التعامل مع التحديات المشتركة.
فمنذ إنشائه، تناول المنتدى موضوعات هامة، وحضره رؤساء الدول والوزراء وقيادات من القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية. يستفيد المنتدى من الموقع الجغرافي المميز لمدينة الدوحة، والذي يشجع على استقطاب الناس إليها من جميع أنحاء العالم. وهو ما نتج عنه حضور مميز وتبادل فكري فريد من نوعه.
منتدى الدوحة ٢٠١٨
أدت التطورات في كل قطاع إلى إعادة تشكيل العالم وجعله أكثر ترابطا وعولمة من أي وقت مضى. إن تأثير (الفراشة) التأثير الناتج عن فعل بسيط ولكن تأثيره كبير، والناتج عن هذا الترابط الفريد. يتطلب منا أن نفكر خارج الصندوق بسياسات حديثة وقابلة للتطبيق للتعامل مع
التحديات المتزايدة التي تهددنا جميعا. نحن
نعيش الآن في عالم تؤثر فيه الدول القومية وسياساتها المحلية على دول أخرى، وتؤثر فيه السياسة
الخارجية التي تبدو غير ذات عالقة على مواطني
العالم بأسره. اليوم، تلعب الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية دورا متساويا لا يقل أهمية في السياسة والسياسات.
إن العالم يمر بمرحلة تغيرات سريعة، مع وجود آثار هائلة محتملة على مستوى العالم. لقد ظهر التنافس
بين القوى العظمى من جديد، والقوى الإقليمية تكافح بشكل متزايد من أجل النفوذ في محيطها وما وراءه، حتى بدت بعض المؤسسات والأعراف
الدولية وكأنها محاصرة. إن العالم أكثر ترابط ا من أي وقت مضى، ولكنه يعاني من التشظي في آن واحد.
إن منتدى الدوحة هذا العام، وفي دورته الثامنة عشر، يوفر منصة لمناقشة «صنع السياسات في عالم مترابط، وسيقوم بالتركيز على أربعة محاور أساسية:
- الأمن
- السلام والوساطة
- التنمية الاقتصادية
- اتجاهات وتحولات
صنع السياسات في عالم متداخل
إن لدى مختلف البلدان ردود فعل متباينة بشأن الصراعات الجارية اليوم. ففي الوقت الذي خفضت فيه بعض البلدان من تواجدها الدولي وبدأت تنظر في شواغلها الداخلية، خلقت بعض الدول أدوارا عالمية لنفسها. وبينما تتنافس القوى الكبرى أو تركز على الداخل، فإن القوى الإقليمية النافذة، وعلى نحو متزايد، تتسابق للحصول على مصالح جغرافية استراتيجية. لقد خسرت القوانين والمعايير العرفية الدولية جاذبيتها، حيث تشهد العديد من النزاعات اليوم انتهاكات جسيمة للقوانين الدولية.
كل هذا من شأنه أن يعقد إدارة الأزمات. فلقد أصبحت جميع مناطق الحروب في العالم ساحات رئيسة للنزاعات الجيوسياسية. معظم الحروب اليوم تعبر الحدود وال تشمل الجيران والقوى العظمى فقط، كما كان الحال في الماضي، بل يشارك فيها عدد من الفصائل الأخرى. فكيف يمكن ألي
حرب أن تنتهي إذا كان
كل من المتورطون فيها ينظر إليها من خلال مصلحته؟ علما بأنهم قد ينتمون إلى مناطق جيوسياسية مختلفة.
سيبحث منتدى الدوحة ما تعنيه هذه التطورات لمنع وحل النزاعات.
يعتبر الأمن أمرا معقدا ولكنه ضروري. سيبحث المنتدى في الوسائل التقليدية وغير التقليدية لتحقيق الأمن. على سبيل المثال يستخدم أمن الفضاء الإلكتروني من قبل الدول والفاعلين من غير الدول، وتشن حروب إلكترونية عالية التكلفة. والحروب غير المرئية ليست لها قوانين
ونادرا ما يربحها أحد. في منتدى الدوحة سنناقش مستقبل أمن الفضاء الإلكتروني، وكيف نعمل معا كدول لتحقيقه.
فيما يخص الأمن الغذائي، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة لألم المتحدة (الفاو) فإن أكثر من 800 مليون نسمة في العالم اليوم يعانون من سوء التغذية. ويتطلب هذا الرقم المفجع منا أن نعمل بسرعة لحل هذا الإشكال. يعتبر الأمن الغذائي تحديا متناميا لمعظم الدول في المناطق الجافة التي تضم حوالي ٢ مليار نسمة وتغطي ٤٠٪ من مساحة اليابسة في الكرة الأرضية. هذه التحديات العالمية يمكن حلها من خلال التعاون الدولي.
عادة ما يكون الأمن والدفاع والإنفاق عليهما دائما أولوية للدول القومية، وهذا التحدي حاضر على الدوام، فالدول تشتري السالح لمنع الحروب ولكنها في نفس الوقت تستعد للحرب، وهذا التوازن الحساس يتعرض للاختبار يوميا، فهل ما زالت هناك ضرورة للتحالفات الأمنية؟ كيف يمكننا أن نعمل معا لضمان محاسبة الدول على تصرفاتها، وفي نفس الوقت ضمان أن تكون قادرة على حماية نفسها؟ هذا النموذج يخلف دوال وقوميات تقاتل من أجل الحرية والعدالة بينما ينشط في الوقت نفسه اقتصاد الدفاع والحرب. إن العقوبات الاقتصادية هي أداة للدول للضغط على خصومها، ولكن هل هي وسيلة فعالة أم عفا عليها الزمن؟
تشير ديناميكيات تحول مواضع النفوذ في العالم إلى أننا سنحتاج -ال محالة -إلى سياسات جديدة لتحقيق السالم والأمن في النظام العالمي. وكما هو ظاهر في الحروب التي شهدناها خلال السنوات القليلة الماضية، فقد أصبح السالم والوساطة مشاريع معقدة ولها تداعيات دولية بعيدة المدى. كيف للدول أن تتقارب لتبني هيكلاً لتحقيق السالم طويل الأمد؟ كيف للقانون الدولي والمجتمعات الدولية أن تدعم السلام والوساطة.
شهد الاقتصاد العالمي نموا غير مسبوق، حيث تزايد الناتج المحلي الإجمالي للدول وتحسنت مستويات المعيشة، وأصبحت الدول تستثمر في أسواق جديدة وفي مصادر الطاقة البديلة. وعندما نتحدث عن التطور الاقتصادي نحتاج الآن أن نشمل بحديثنا صناديق الاستثمار والتحالفات الدولية، مثل الاتحاد الأوروبي ومنظمة الدول المصدرة للبترول، والأسواق التنافسية الجديدة مثل إفريقيا.
يجب ألا نغفل عن الجانب الإيجابي الذي جلبه الترابط لعالمنا، فلقد أصبحت نسب الجرائم والجوع والأمراض وما تتسبب فيه من وفيات في أدنى معادلتها عالميا. وهذا الأمر ليس بالمصادفة، حيث عمل قادة العالم معا لتحقيق الاستدامة ووضعوا سياسات ذكية تأخذ في الحسبان المستقبل ومتطلباته. وفي حين أن إيجابيات الترابط العالمي هائلة نجد أن التحديات أيضا كذلك. نحن نعيش اليوم في عالم تتغير فيه المجتمعات والديناميكيات بشكل مستمر، شهدنا في الآونة الأخيرة تغيير مجموعة من المفاهيم من الليبرالية إلى المحافظة. كما أن هناك الكثير من المجموعات التي تشكلت في الآونة الأخيرة للدفاع عن أهدافها، وباتت الأيديولوجيات أكثر فعالية على الصعيد العالمي في عالم تنتشر فيه المعلومات أو المعلومات المفبركة. هل هذا يجعلنا مترابطين أم مجزأين؟
يجب أن يكون التعليم والابتكار والتعاون في صميم عملنا أثناء مواجهتنا للتحديات معا، وفوق كل ذلك على الجميع أن يتبنوا ويحترموا السياسات العادلة والمناسبة التي تقود وتحكم عملنا. فقد أثبت تاريخ العالم الحديث أن العمل بصورة جماعية هو الوسيلة الوحيدة التي نستطيع من خلالها معالجة وحل التحديات التي تواجهنا.
يجمع منتدى الدوحة 2018الشخصيات السياسية وقادة الفكر والوكالات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني تحت سقف واحد، بهدف تفعيل الحوار حول صناعة سياسات واعية وفعالة تقودنا إلى مستقبلنا المشترك. يعالج المنتدى قضايا اليوم الملحة والطرق التي يمكن أن يلتقي المجتمع الدولي لحلها. كما يركز أيضا على أنماط النجاح الحديثة ويناقش كيف نستطيع أن نتوسع فيها ونطبقها في أماكن أخرى. إن خارطة طريقنا للمستقبل ستكون مشرقة حتما إذا ما وضعنا التعاون ومصلحة الجميع والقيادة النشطة والمسؤولة في نصب أعيننا في العمل الدولي.