ملخص اليوم الثاني لمنتدى الدوحة ٢٠١٨

نقدم لكم فيما يلي موجزاً لأعمال اليوم الثاني من منتدى الدوحة، والذي تواصل على مدى يومين من النقاشات والسجالات المثيرة حول العديد من القضايا الملحة التي تواجه عالمنا اليوم. وبداية من السياسات التي يمتد تأثيرها إلى مواردنا الطبيعية، وصولاً إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة في إيجاد سلام دائم، نأمل أن تكونوا قد استمتعتم وتعلمتم من النقاشات التي دارت اليوم مع صنَّاع السياسات والخبراء والنشطاء.

قطر تعلن عن دعم هيئات وبرامج الأمم المتحدة الإنمائية بنصف مليار دولار 

وقعت وزارة الخارجية القطرية وصندوق قطر للتنمية عدداً من اتفاقيات الشراكة لتمويل عدد من وكالات الأمم المتحدة ودعم برامج الإغاثة الإنسانية وجهود مكافحة الإرهاب وبرامج الإغاثة في جميع أنحاء العالم، وقد تم التوقيع على هامش منتدى الدوحة.

وتبلغ المساعدات التي سوف تستمر على مدى سنوات وتستهدف 10 هيئات وبرامج تابعة للأمم المتحدة 500 مليون دولار أمريكي، منها 28 مليون دولار موجهة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و 8 ملايين سنوياً بين عامي 2019 و2023 إلى مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، و4 ملايين سنوياً لمنظمة اليونيسف، و15 مليون دولار سنويا لمكتب مكافحة الإرهاب التابع لمجلس الأمن الدولي. كما ستوفر قطر دعماً مؤثراً لوكالة الأونروا، التي تلقت ضربة قوية هذا العام بعد سحب التمويل الدولي، وذلك عبر التزام قدره 16 مليون دولار سنويا على مدى العامين المقبلين.

عالمنا يعاني عجزاً شديداً في الثقة

اُختتم منتدى الدوحة بكلمة متفائلة ألقاها معالي السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة. وقال معالي السيد غوتيريش إنه ورغم الفوضى والارتباك، وما اعتبره عجزاً كبيراً في الثقة ، يرى أسباباً تدعو للأمل حول العالم، مشيراً إلى اتفاقيات السلام التاريخية التي أبرمت في القرن الأفريقي العام الماضي، والوصول إلى اتفاق سلام في جنوب السودان بعد سنوات من الحرب، ومبادرات وإجراءات تمهد للسلام في شبه الجزيرة الكورية.

وقال غوتيريش: “إن الأمل يزهر في مكان آخر. فهناك التزام بتحقيق السلام في كولومبيا. وهناك تعزيز للتعاون في آسيا الوسطى. وثمة تقدم يُحرز في حل الخلافات بين اليونان وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة. وانتهت بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في غرب أفريقيا بنجاح بعد سنوات من العمل. وتم انتشال مئات الملايين من الناس من هاوية الفقر الشديد في شتى أنحاء العالم خلال العقود الثلاثة الماضية.”

وزير الخارجية التركي: تركيا تعيد صياغة سياساتها للسماح بالمزيد من حرية الرأي

استعرض سعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي، خلال مشاركته في منتدى الدوحة بعضاً من جوانب السياسة الخارجية التركية. كما تطرق سعادته إلى قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول وقال:”ننتظر من السلطات السعودية إجراء تحقيق سريع وشفاف حول جريمة مقتل خاشقجي,” مضيفا “أن الرئيس أردوغان حريص جداً على أن ينال المجرمون جزاءهم العادل.” وأشار أيضا إلى أن بلاده تقوم بإعادة صياغة سياستها على نحو يتيح للصحفيين حرية التعبير ويوفر لهم بيئة آمنة.”

وأوضح أيضا أن تركيا تسعى لإيجاد منبر للحوار بين دول مجلس التعاون الخليجي لإنهاء الأزمة الخليجية، مشيراً إلى أن دول الحصار لم تقدم حتى الآن أي دليل يثبت الاتهامات الموجهة لقطر كما وعدت.

تصاعد التوترات التجارية

أدار جون ديفتيريوس، محرر أخبار الأسواق الناشئة في محطة “سي أن أن” الأمريكية، النقاشات خلال هذه الجلسة التي دارت حول مستقبل التجارة العالمية. وبشأن اتفاق “بريكست” الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي والحمائية الجديدة التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، علَّق السيد ستيفان جاريلي، الأستاذ الفخري للتنافسية العالمية في جامعة لوزان في سويسرا، قائلا: “ما نراه مع اتفاق بريكست هو أن الخروج من نظام ما ليس بالأمر السهل.” وأضاف السيد فولكر تريلر، نائب الرئيس التنفيذي للجمعية الاتحادية الألمانية لغرف التجارة والصناعة قائلاً: “لقد بلغت منظمة التجارة العالمية الآن 25 عاماً، وخلال تلك السنوات حققت قفزات كبيرة في مستويات الرفاهية لدى شعوب العالم.” ومن جانبه علَّق سعادة السيد علي بن أحمد الكواري، وزير التجارة والصناعة في قطر بقوله: “إن التجارة الحرة لا تعني أن القواعد ستبقى إلى الأبد. ومن المهم أن يكون هناك إنصاف للجميع. إننا نحتاج إلى المنصة التي توفرها منظمة التجارة العالمية، وينبغي لنا التفكير في المكاسب طويلة المدى وليس المكاسب قصيرة المدى.”

نادية مراد: تذكروا أن هناك نساء ما زلن يعانين في قبضة تنظيم داعش

تسلمت الناشطة نادية مراد جائزة نوبل للسلام في الأسبوع الماضي، ورغم التكريم الذي حظيت به، فإنها تعتبر أن مهمتها وهي تذكير العالم بأن هناك آلاف النساء اللواتي ينتظرن الخلاص من داعش، أبعد ما تكون عن الاكتمال. وقد عرف العالم نادية مراد بعدما تعرضت له من سبي واغتصاب وهي في قبضة داعش، ولكنها تغلبت على الخوف والوصمة حتى تُسمع العالم قصتها. وأوضحت خلال مشاركتها في منتدى الدوحة: “إن النساء يجدن صعوبة في التحدث عن الاغتصاب بسبب الوصمة، ولكن الإرهاب لن ينتهي بقوة السلاح في الحرب فقط، ولكن علينا أيضاً أن نستعين بأصواتنا في ذلك.”

واعتبرت مراد أن العالم لا ينبغي أن يتشتت أو ينخدع بقصة بطولية واحدة. “صحيح أن العالم يسمعنا، ولكن ما يجري على الأرض لحماية ضحايا الجرائم من الإيزيديين لا يزال قليلاً. ولا تزال هناك ما لا يقل عن 3 آلاف امرأة مفقودة من مدينتي، ولا أحد حتى الآن يبذل جهداً من أجل الوصول إليهن. لقد ألقت جائزة نوبل الضوء على هذه القضية، ولكني أخشى أن ينسى العالم ذلك غداً.”

وفي حوار مؤثر مع الإعلامية بقناة الجزيرة روعة أوجيه، تحدثت مراد بحكمة تتجاوز عمرها البالغ 25 سنة عن السبب الذي يجعل عمليات الاغتصاب في زمن الحرب تمثل تجسيداً للعديد من القضايا التي تواجهها المنطقة اليوم. “يجب أن يتوقف العالم عن النظر إلى النساء باعتبارهن أسلحة وأن يبدأ في النظر إليهن باعتبارهن بشرا. كما يتعين على رجال الدين ألا يسمحوا للمتطرفين باستخدام الدين كذريعة لتصرفاتهم.”

وبالرغم من المسؤولية الكبيرة التي حملتها على عاتقها كي تُذكِّر العالم بالفظائع التي تتعرض لها الأقليات حتى اليوم، فإن مراد لا تزال تتشبث بأحلام طفولتها البريئة. “ما زلت أحلم بالعودة وبأن أفتح صالون تجميل في سنجار وأساعد في إدخال السعادة على قلوب الفتيات في مدينتي.”

فلسطين وسوريا واليمن: النضال من أجل العدالة

وخلال هذه الجلسة، أجمع أعضاء الجلسة النقاشية على أن المجتمع الدولي لديه القدرة على إحداث التأثير المنشود في هذه النزاعات. ودعا فاضل عبد الغني، رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى التدخل المبكر، معرباً عن اعتقاده بأن تقاعس المجتمع الدولي عن التدخل منذ اندلاع الأزمة قد شجع النظام السوري على التصعيد الحاد للعنف الذي يمارسه، وقال إن النظام السوري ظل يراقب ردة فعل المجتمع الدولي إزاء قمع الاحتجاجات فلمَّا وجد أن بوسعه الإفلات من العقاب، زاد من عدوانه وانتهاكاته. أما براء شيبان، عضو مجموعة العمل للعدالة الانتقالية في مؤتمر الحوار الوطني اليمني فعلَّق قائلاً: “إن النقاش الدولي لا يشمل سكان اليمن.  وبدلاً من ذلك، يتمحور حول السعودية وتصرفاتها في اليمن.”

وحول المحكمة الجنائية الدولية وما إذا كانت لا تزال تمثل خياراً ممكناً للفلسطينيين في بحثهم عن العدالة الغائبة لقضيتهم، قال عطا هندي، وهو زميل أبحاث في القانون الدولي في معهد الحقوق بجامعة بيرزيت: “إنها آلية ضرورية. وهي ليست خياراً مثالياً، ولكن تظل للمحكمة الجنائية الدولية قيمتها لكونها تعني أن هناك من يجب محاسبته.”

عواقب ضعف الاستثمار في القطاع الزراعي

وقد شارك سعادة السفير بدر الدفع، المدير التنفيذي للتحالف العالمي للأراضي الجافة، والسيد جيمي أدوم، السكرتير التنفيذي في اللجنة الدائمة للجفاف في منطقة الساحل، والسيد بابلو كامبانا، وزير التجارة في الإكوادور، والسيد ميغيل أنجيل موراتينوس، الممثل السامي القادم للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، في الجلسة التي دارت حول أهمية استدامة المياه والأمن الغذائي، وأدارتها السيدة دارين أبوغيدا.

وقال سعادة السفير بدر الدفع: “هناك 800 مليون فرد يعانون من نقص الغذاء اليوم. وفي عام 2030 سوف يصل عدد سكان العالم إلى 9 مليارات. وفي ضوء الضعف الحالي للاستثمار الزراعي، أعتقد أن قادة العالم يجب أن يعرفوا كيف يتعاملون مع مشكلة الأمن الغذائي.”

وأضاف السيد جيمي أدوم: “نحن نسقي حالياً أقل من 20% من الأراضي الصالحة للزراعة، وننتج محاصيل مرة واحدة في السنة. ولكننا بحاجة إلى إنتاج المحاصيل مرتين أو ثلاثة خلال السنة حتى يمكننا البقاء.”

أما السيد كامبانا فقال: “يجب علينا أن نقاتل معاً حتى يمكننا مواجهة هذه المشكلة العالمية وإدارتها على نحو أفضل. لقد شهدنا خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، تراجعاً بنسبة 20% في الأنهار الجليدية التي فقدت كميات كبيرة من الثلوج والجليد.”

وأعرب سعادة السيد موراتينوس عن الحاجة للانخراط في شراكات متعددة الجنسيات، قائلاً: “لقد انخفض احتياطي المياه من 16800 لتر في السنة لكل مدينة.” وتوقع أن يتفاقم الوضع بشدة بحلول عام 2025، حينما ينخفض هذا الاحتياطي إلى 4 آلاف لتر فقط.”

خبراء يناقشون مبادرة الحزام والطريق الصينية

وفي هذه الجلسة تناول المتحدثون بالنقاش المبادرة الصينية الطموحة المعروفة باسم “الحزام والطريق”، والتي تهدف إلى بناء شبكة من الطرق الحديثة للوصول بسهولة إلى الأسواق الرئيسية. وقد شهدت الجلسة مداخلات متنوعة، حيث ضمَّت ممثلين لوجهة النظر الأوربية والصينية والأسيوية والجنوب آسيوية. وقالت السيدة تيريزا فالون، مديرة مركز دراسات روسيا وأوروبا وآسيا: “يشعر الأوروبيون بالرعب حينما يجدون أن عليهم الانحياز إلى أحد الجانبين فيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق،”، وحينما تم طرح موقف الولايات المتحدة المناهض لمبادرة الحزام والطريق للنقاش.

وقالت السيدة لو مياو، الأمين العام لمركز الصين والعولمة: “إن مبادرة الحزام والطريق ليست مشروعاً صينياً، ولكنها سوف تعود بالفائدة على جميع الدول الأخرى التي تعتبر جزءاً منها”. وأضافت: “إن الصين تُعزز السلام والاستقرار من خلال مبادرة الحزام والطريق.”

وقال السيد محمد مالكي، كبير وزراء الدولة في سنغافورة: “لا يمكن استبعاد الصين من عالم اليوم. لقد أصبحت الصين منخرطة بشدة في الأسيان.”

أما السيد كبير تانيجا، الزميل المشارك في مؤسسة أوبزرفر للأبحاث فقال: “تدرك الهند أنها لا تستطيع اللحاق بمبادرة الحزام والطريق الصينية. ولذلك فإن النأي عن المبادرة هو ردة الفعل الطبيعية من جانب الهند.”

الدور الروسي المتنامي في العالم

استقطبت الجلسة النقاشية التي تناولت دور روسيا المتنامي في الساحة العالمية حضوراً كبيرا، وقد أدار النقاش فيها السيد فيتالي ناومكين، مدير معهد الدراسات الشرقية، والذي أشار إلى أن روسيا في واقع الأمر لم تظهر من جديد على الساحة الدولية، وإنما كانت فيما يشبه الاستراحة خلال عقد التسعينيات عقب انهيار الاتحاد السوفيتي.

وأضاف ناومكين: “لذلك لا ينبغي لأحد أن يُفاجَأ بالدور الاستباقي الذي تمارسه روسيا الآن.”

أما سعادة السيد فهد العطية، سفير دولة قطر لدى روسيا، فعلَّق قائلاً: “إن التجارة والاستثمار هما أهم ركيزتين لإقامة علاقة ما. وقد استثمرت قطر 15 مليار دولار في روسيا. وهذه مجرد بداية، ولكن حتى يفهم بعضنا بعضا حقا يجب أن تبدأ روسيا في التواصل معنا باللغة العربية أو الإنجليزية؛ فليس هناك الكثير من القطريين الذين يتحدثون اللغة الروسية.”

وذهب أندريه كورتونوف، المدير العام لمجلس الشؤون الروسية، إلى أنه يتعين على روسيا تطوير المزيد من أدوات القوة الناعمة.” وأشار إلى أن حضور روسيا على الساحة العالمية مرهون بقدرتها على التكيف والتغيير.”

وقال بول سوندرز، المدير التنفيذي لمركز ناشونال إنترست: “إن الولايات المتحدة تبالغ في تقييمها لقوة روسيا في بعض الجوانب، وتقلل من تقييمها لهذه القوة في جوانب أخرى. وفي كل الأحوال، فإن دور روسيا مقيَّدٌ بحجم اقتصادها، ولكن منطقة الشرق الأوسط تمثل منطقة مواتية لها كي تمارس هذا الدور.”

طاقة العصر الجديد: إيجاد التوازن المناسب

وفي الجلسة العامة الرابعة من اليوم الثاني، ناقش ثلاثة من أبرز خبراء العالم في أسواق النفط والغاز مستقبل الاستثمار في قطاع الهيدروكربونات في ضوء التقلبات، سواء كانت تلك التي تشهدها أسعار النفط أو تقلبات التجارة بسبب تزايد التوترات التجارية حول العالم، أو بسبب العجز الدائم عن التنبؤ بتغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه على موقع تويتر.

وتطرقت الجلسة التي أدارها ديمتري زدانيكوف، مسؤول تحرير أسواق الطاقة في وكالة تومسون رويترز، إلى دور منظمة أوبك في سوق الطاقة المتغيرة، والتهديد الذي بات يمثله قانون “نوبك” الأمريكي أو ما يُسمى قانون منع التكتلات الاحتكارية لإنتاج وتصدير النفط.

وأكد سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة في قطر أن قرار قطر بالانسحاب من منظمة أوبك استند إلى تقييم بسيط يعتمد على الإيجابيات والسلبيات، قائلاً: “إن الانسحاب من أوبك ليس مسألة أمن قومي… لقد غادرنا ببساطة اتحاداً كان يدير مستويات أسعار النفط وإنتاجه.”

أما السيد سنتيورين يوري بتروفيتش الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز فطالب الحضور بضرورة التمييز بين منظمة الأوبك ومنتدى الغاز، مشيراً إلى أنه ليس اتحاداً، وإنما منظمة تختص بإجراء الأبحاث وبناء النماذج الخاصة بأسواق الغاز والطاقة.

وحول الحاجة إلى مواصلة الاستثمار في قطاع الطاقة لتعزيز النمو في الأسواق العالمية، قال السيد كلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة “إيني” الإيطالية للبترول: “لكي تستثمر بالطريقة الصحيحة فأنت بحاجة إلى السعر المناسب. إن العالم يحتاج للطاقة، وفي جميع أنحاء العالم، نحتاج إلى نوع من الرقابة والتنظيم. ولا بد أن إدارة العائد على الاستثمار على مدى عشر أو عشرين أو أربعين سنة تتطلب بعضاً من التحكم في تقلبات السوق.”

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي: هل السلام لا يزال ممكناً؟

استقبل منتدى الدوحة السيد صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، في إحدى جلسات “صناع الأخبار” حيث تحدث عن تطور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكداً أن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه طالما بقيت فلسطين تحت الاحتلال. وقال: “حتى يمكننا القضاء على التطرف في الشرق الأوسط ، يجب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي أولاً.”

ولدى تفنيده للانتقادات التي وجهها له أحد الحضور، استعرض السيد عريقات الجهود الفلسطينية لتحقيق السلام مع إسرائيل وقال: “لقد بذلنا كفلسطينيين كل ما في وسعنا لتحقيق السلام.” وأوضح أن فلسطين دائماً منفتحة على الحل السياسي، طالما استند ذلك إلى شروط عادلة، وقال بكل حزم: “فلسطين والقدس ليستا للبيع”، مؤكداً أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس صراعاً دينياً ولكنه صراع سياسي. وأضاف عريقات قائلاً: “إن اليهودية لم تكن يوماً تهديداً لي، ولا تشكل تهديدا في الوقت الحاضر، ولن تكون أبداً تهديداً. نحن لسنا في نزاع ديني وإنما في صراع سياسي.”

هل ينبغي للنساء أن يحملن فوق أكتافهن نصف السماء؟

وأثارت السيدة ميلي أنطوني، رئيسة مركز الدراسات الأمنية غير التقليدية، التي أدارت جلسة “النوع الاجتماعي والوساطة: دور المرأة في حل النزاعات”، نقاشاً محتدماً ومستنيراً حول دور المرأة. كما سلَّطت كلٌ من سعادة السيدة إيفون باكي، سفيرة الإكوادور في قطر، والسيدة آن فيليبس، كبيرة مستشاري معهد السلام الأمريكي، وسعادة السيدة ديليا ألبيرت، وزيرة الخارجية السابقة في الفلبين، والسيدة ميناكشي جوبيناث، مديرة مركز المرأة في إدارة الصراع الأمني و السلام، الضوء على الكيفية التي يمكن للمرأة أن تضطلع من خلالها بدور رائد في عمليات حفظ السلام والمفاوضات.

وكانت السيدة ميلي قد بدأت الجلسة بسؤال المتحدثين عن التقدم المحرز في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام ودور المرأة فيها.

وقالت السيدة ميناكشي: “تلجأ نساء كثيرات في بلدان كثيرة إلى نفس اللغة، وهي لغة الصمت. إن حقيقة أن النساء يمكنهن الجلوس إلى مائدة التفاوض هي حقيقة تفهم في ضوء تجربتهن الخاصة في التهميش والظلم.”

وأضافت ديليا: “بعد سنوات عديدة من الصراع في الفلبين، استطعنا أن نحقق انفراجة وقررنا أن نشكل فريقا تفاوضياً يضم 5 أشخاص، منهم أربعة من النساء. وقد تم تكليف هذا الفريق بتسوية الخلافات ذات الطبيعة الدينية في البلاد.”

مكافحة التطرف والعنف

تناول المتحدثون في هذه الجلسة بالنقاش والتحليل التعقيدات التي تكتنف قضية التطرف. واستعرض المتحدثون النهج الذي تتبعه الجماعات المتطرفة في تجنيد الشباب وغرس بذور التطرف داخلهم وإنشاء خطاب ديني للتغرير بهم. وفي معرض حديثها عن مقاربتها لمناهضة التطرف، قالت إليزابيث كيندال، وهي زميل أبحاث أقدم في الدراسات العربية والإسلامية في جامعة أكسفورد: “نحن بحاجة إلى اكتساب معرفة قوية بالكيفية التي تعمل بها الجماعات المتطرفة حتى يمكننا أن نصمم سياسات خاصة لمواجهة انتشار تجنيد المتطرفين. ولا يمكننا الاستعانة بسياسة واحدة لجميع الحالات.” أما آن سبيكارد، مديرة المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف فعلَّقت في معرض حديثها عن مناطق النزاع المختلفة بقولها: “يمكنك أن تقتل شخصاً ولكنك لا تستطيع أن تقتل فكرة.”

وقال بيتر بيرجن، نائب رئيس قسم الدراسات العالمية والزمالات في مؤسسة أمريكا الجديدة: “إن تنظيم داعش هو ظاهرة شرق أوسطية وأوروبية، وليس غربياً.” وتابع في الاتجاه نفسه، عمر مولبوكس، المستشار بمركز مكافحة التفكك الأسري في بريطانيا: “يستطيع تنظيم داعش أن يشتم رائحة الهشاشة في الشباب من صغار السن ولو مِن أميال. يجب علينا أن نساعد هؤلاء الشباب حتى يتغلبوا على نقاط ضعفهم ومن ثم يتجنبوا الانزلاق نحو التطرف.”

الأهمية الجيوسياسية للموارد الطبيعية

أدار الدكتور محجوب الزويري مدير مركز دراسات الخليج في جامعة قطر النقاش في هذه الجلسة التي تناولت تأثير العقوبات على إيران والأزمة الخليجية، كما استعرض إمكانية التعاون المحتمل في قطاع الطاقة مع روسيا والطلب طويل المدى على الغاز الطبيعي في قارة آسيا.

وقال سايمون هندرسون، مدير برنامج برنشتاين حول سياسات الخليج والطاقة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: “إن إخراج إيران من سوق النفط يُعتبر مسألة خطيرة.”

أما كريستان أولريتشسن من معهد بيكر للسياسات العامة التابع لجامعة رايس، فعلق قائلاً: “إن العقوبات منذ عام 2010 قد نجحت بالفعل في تغيير تصورات إيران”.

وأضاف أولريتشسن: “لقد سمحت أزمة الخليج لقطر باتخاذ قرارات مستقلة وعدم الخضوع للإملاءات السعودية”. وتطرق النقاش أيضاً خلال الجلسة إلى قرار قطر للبترول بالدخول في شراكة مع شركة إكسون موبيل للتنقيب عن الغاز الطبيعي في “بلوك 10” في شرق البحر المتوسط، قُبالة السواحل القبرصية. وأجمع المتحدثون على أن الطلب على الغاز الطبيعي في آسيا سوف يظل قوياً وإن كانت الأسعار قد تتأثر بإنتاج أستراليا الذي يتجاوز الآن إنتاج دولة قطر. ولكن ذلك الوضع سوف يتغير على الأرجح في ظل سعي قطر لزيادة إنتاجها خلال السنوات المقبلة.

دعم الفئات الأشد احتياجاً

واستعرض المشاركون في هذه الجلسة العامة بعضاً من جوانب دعم الفئات الأشد احتياجاً. واعتبرت السيدة هنريتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، أنه من الضروري بمكان الحفاظ على التماسك الاجتماعي في مناطق النزاع أثناء معالجة النزاعات، وذلك لتجنب نشوب الصراعات مجدداً في المستقبل. وقالت: “إن التماسك الاجتماعي في أي مجتمع يمثل ركيزة من ركائز السلام والاستقرار.”

وتحدث السيد مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ عن أهمية الابتكار في الاستجابة الإنسانية، وقال: “اليوم، أصبحت الاستجابة للأزمات أفضل كثيراً مما كانت عليه قبل 30 سنة. وبفضل الابتكار باتت الاستجابة الإنسانية أسهل، مما يساعد في إنقاذ الأرواح.”

وسلَّط السيد خليفة بن جاسم الكواري، المدير العام لصندوق قطر للتنمية، الضوء على مجموعة مختلفة من المشاريع التعاونية التي تعهدت بها قطر لمساعدة الفئات الأشد احتياجاً، وعلَّق قائلاً: “باعتبارنا جزءاً من المجتمع الدولي، فإننا نتحمل مسؤولية مساعدة الأشخاص والفئات الأشد احتياجاً.”